كتابات لفؤاد النمري





لملاحظاتكم الرجاء إرسال بريد الكتروني الى العنوان التالي:
fuadnimri01@yahoo.com
 

 
 

       بعد رحيل ستالين (مارس/1953) مباشرة، انتقل مركز صناعة القرار الوطني في الإتحاد السوفياتي من قيادة الحزب الشيوعي إلى قيادة الجيش ؛ وقد تمثل ذلك بداية بتنحية جيورجي مالنكوف من الأمانة العامة للحزب (مارس 1954) واسنادها لرجل القيادة العسكرية المتعاون نيكيتا خروشتشوف . ارتداد قيادة الجيش عن الإشتراكية وعن مبادئ الماركسية اللينينية تجلّى بقوة في مؤتمرات الحزب الشيوعي العامة العشرين والحادي والعشرين والثاني والعشرين في الأعوام 1956 و 1959 و 1961 على الترتيب أثناء ولاية خروشتشوف . وقد وصلت الردّة قمتها في الإنقلاب العسكري الذي قام به مارشال الإتحاد السوفياتي، وزير الدفاع المرشح لعضوية المكتب السياسي، جيورجي جوكوف، في الحزب في يونيو 1957 لصالح خروشتشوف وانتهى بطرد جميع البلاشفة رفاق لينين من المكتب السياسي للحزب .

في سنوات الردة السوداء رافق الهجوم المسعور على ستالين صيحة التطوير والتحديث للماركسية، تلك الصيحة التي لم تستهدف سوى إضفاء الشرعية على الإرتداد عن الإشتراكية والوصول إلى ما هي عليه الدول الإشتراكية اليوم من تحلل وانحطاط على المستويين المادي والمعنوي . صيحة التحريف والردة التي أطلقها خروشتشوف في خمسينيات القرن الماضي، مقتفياً أثر أشهر المرتدين وأكثرهم يمينيةً وخيانة للبروليتاريا، العدو الأول للينين، إدوارد بيرنشتاين، ما زالت أصداؤها تتردد حتى اليوم بدعاوى تطوير وتحديث الماركسية .

ليس صحيحاً أن ليس في هذا الكون حقيقة مطلقة . لقد انفجر الكون وانتشر كما نراه اليوم بسبب ماهية المادة ألا وهي الديالكتيك أو صراع الأضداد، الشكل الأساسي للطاقة، وسوف يبدأ بالإنكماش والاضمحلال بفعل الديالكتيك أيضاً . سيتلاشى الكون بطبيعته المادية إلا أن طبيعته كطاقة لن تموت بسبب ماهية الديالكتيك . فالديالكتيك أصل الوجود بل هو الوجود نفسه تبعاً لنهايات معادلة آنشتاين الشهيرة التي تقول .. " الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء " .

على أساس الحقيقة المطلقة وهي الديالكتيك أقام كارل ماركس أبنيته الفلسفية والإقتصادية والسياسية، ولذلك وصفها فلاديمير لينين بكلية الصحّة، وأقام عليها مشروعه المدهش حقاً، مشروع الثورة الإشتراكية العالمية، بدءاً من مركز الرأسمالية الأضعف، روسيا القيصرية . مشروع لينين هو ما أعاد تشكيل العالم على ما قام في القرن العشرين وعلى ما هو عليه اليوم بغض النظر عما يمكن أن يقال عنه سلباً أم إيجاباً .

دعا كارل ماركس وفردريك إنجلز بكل ثقة إلى البناء فوق البنيان الماركسي . أدعياء تطوير وتحديث الماركسية إنما يستهدفون نقضها أو خلخلتها على الأقل كي يمتنع البناء فوقها . نحن في هذا الموقع نشهد شهادة لينين حول صحّة الماركسية المطلقة ونحاول البناء فوقها كما هي وكما قدمها لينين .

 فـؤاد النمـري



لتتمكن من فتح الملفات اعلاه يجب ان تقوم بتنزيل PDF Reader للتنزيل اضغط هنا

 

 

 

Make a free website with Yola